في يوم حافل بالتقلبات الاقتصادية، تكبّد الملياردير التقني إيلون ماسك خسارة ضخمة تُقدّر بـ14 مليار دولار من صافي ثروته، وذلك عقب تراجع سهم شركته "تسلا" بنسبة 7% خلال تعاملات يوم الإثنين، وسط تصاعد قلق المستثمرين من انخراطه المتزايد في المشهد السياسي الأمريكي.
وسجلت "تسلا" خسارة سوقية فادحة بلغت نحو 68 مليار دولار في يوم واحد، وهو ما اعتبره محللون بمثابة "ضربة مزدوجة" للسهم وللمؤسس التنفيذي للشركة.
وتأتي هذه الخسارة الضخمة عقب إعلان ماسك عن تأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم "حزب أمريكا"، وهو ما أثار موجة من الانتقادات والمخاوف في "وول ستريت"، حيث يرى المستثمرون أن هذا التوجه السياسي قد يُشتّت تركيز ماسك عن قيادة تسلا، خاصة في ظل تراجع أرقام المبيعات واحتدام المنافسة في سوق السيارات الكهربائية.
وأكد تقرير صادر عن مؤشر "Bloomberg Billionaires" أن ثروة ماسك هبطت إلى نحو 391 مليار دولار بعد أن كانت تُقدّر بأكثر من 405 مليار دولار في اليوم السابق، ما يعكس واحدة من أكبر الخسائر اليومية التي يتعرض لها رجل الأعمال الأشهر في العالم.
تجدر الإشارة إلى أن سهم تسلا خسر أكثر من 30% من قيمته منذ بداية 2025، مقارنة بمكاسب طفيفة حققتها مؤشرات السوق العامة مثل S&P 500، مما يُعزز المخاوف بشأن استقرار الشركة تحت قيادة ماسك الحالية.
ورغم هذه الانتكاسة المالية، لا يزال إيلون ماسك يحتفظ بلقب "أغنى رجل في العالم"، متفوقًا على أقرب منافسيه بفارق يتجاوز 100 مليار دولار. إلا أن الضغوط السياسية والاستثمارية المتزايدة تضعه أمام تحديات غير مسبوقة في مسيرته خلال النصف الثاني من العام الجاري.
خلافات ماسك وترامب
رغم إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإيلون ماسك سابقاً بسبب مواقفه السياسية الجريئة، إلا أن العلاقة بين الرجلين شهدت توترًا متزايدًا في الأسابيع الأخيرة. فقد اختلفا علنًا حول مشروع قانون الإنفاق الذي دافع عنه ترامب، والذي وصفه ماسك بأنه سيؤدي إلى تفاقم الدين القومي الأمريكي. كما عبّر ماسك عن رفضه لتقليص الإعفاءات الضريبية والحوافز الحكومية لقطاعات الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، وهي مجالات تشكّل حجر الأساس في مشروعاته.
في المقابل، لم يتأخر ترامب في الرد، حيث وصف مسعى ماسك لتأسيس حزب سياسي جديد بأنه "سخيف"، مشيرًا إلى أن الملياردير "انحرف تمامًا عن المسار".